جوجل أوبل: بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوصف بسيط

أطلقت جوجل منصة جديدة تحت اسم “جوجل أوبل”، والتي تتميز بواجهة جذابة تعتمد على فكرة العقد (Nodes) التي يمكن توصيلها ببعضها، وهو أسلوب يذكرنا بأدوات الأتمتة مثل n8n. الفكرة الأساسية في هذه المنصة التجريبية هي تمكين المستخدم من إنشاء تطبيقات بسيطة تعمل بالذكاء الاصطناعي بمجرد تقديم وصف للمهمة المطلوبة.

تحتوي المنصة على عدة نماذج جاهزة يمكن تجربتها، منها:

تجربة أحد النماذج الجاهزة

لنجرب أحد النماذج الموجودة، وهو نموذج البحث عن المنتجات. يمكن استكشاف التطبيق واستخدامه مباشرة. عند البدء، يطلب التطبيق تحديد المنتج المراد البحث عنه.

مثال:

ملاحظة: لاستخدام المنصة حاليًا، قد تحتاج إلى استخدام VPN، حيث إنها متاحة فقط في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.

بعد تقديم المدخلات، يبدأ التطبيق في العمل. يمكن متابعة الخطوات من خلال المحرر المدمج:

  1. المدخلات: يتم إدخال اسم المنتج والتفضيلات.
  2. الخطوة الأولى (البحث): يستخدم التطبيق أداتين، البحث في الويب وجلب المعلومات من صفحة معينة.
  3. الخطوة التالية (إعداد التقرير): يقوم بتجهيز التقرير بناءً على المعلومات التي تم جمعها.
  4. العرض: يتم عرض النتيجة النهائية، والتي قد تتضمن كتابة كود لعرض المعلومات بشكل منسق.

النتيجة كانت تقريرًا مفصلاً بعنوان “Insta360 Buyer Report”، يوضح تفاصيل مثل نظام الرقاقة الثلاثية للذكاء الاصطناعي (Triple A.I. Chip System). كانت النتيجة سريعة ومفصلة بشكل جيد. يوفر “الكونسول” نظرة أعمق على المدخلات والمخرجات والخطوات التي تم اتخاذها، بالإضافة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة (مثل Gemini 1.5 Flash).

بناء تطبيق مخصص من الصفر

التحدي الحقيقي يكمن في بناء تطبيق مخصص. الهدف هو إنشاء تطبيق يقوم بالمهام التالية:

  1. أخذ رابط مقطع يوتيوب.
  2. استخراج النص (transcript) من المقطع.
  3. كتابة مقال بناءً على النص المستخرج.
  4. إضافة صور ومقاطع مرئية للمساعدة في توضيح المحتوى.

عند إنشاء تطبيق جديد، تظهر واجهة تطلب وصف التطبيق المطلوب. بدلاً من توصيل العقد يدويًا، يمكن شرح الفكرة للذكاء الاصطناعي ليقوم ببنائها.

الأدوات المتاحة

تحتوي المنصة على مجموعة متنوعة من الأدوات، تتجاوز مجرد توليد النصوص. تشمل الأدوات:

وصف التطبيق المطلوب

تم تقديم الوصف التالي باللغة العربية:

أريدك أن تبني لي تطبيقًا بسيطًا يأخذ رابط يوتيوب الذي سأعطيك إياه، ويستخرج النص، ثم يستخدم هذا النص في كتابة مقال. كذلك، يولد عددًا من الصور (ثلاث صور) بالذكاء الاصطناعي ويضيفها مع المقال. وأيضًا، يولد مقطعًا واحدًا معبرًا عن فكرة المقال ويرفقه مع المقال. يمكن إضافة خطوة البحث العميق ليتعمق أكثر في المحتوى ويضيف على المقال.

تعامل النموذج مع اللغة العربية وقام بإنشاء خطة عمل:

  1. المدخلات: رابط المقال (لم يفهم أنه رابط يوتيوب).
  2. جلب المحتوى: الحصول على المعلومات من الرابط.
  3. توليد استعلامات البحث.
  4. إجراء بحث معمق.
  5. إعداد المقال.
  6. كتابة الأوامر (Prompts) لتوليد الصور.
  7. توليد الصور.
  8. تجميع المحتوى وعرضه كصفحة HTML.

اختبار التطبيق المخصص

تم اختبار التطبيق عبر إعطائه رابط مقطع يوتيوب. لكن، واجه التطبيق مشكلة في جلب المحتوى، حيث يبدو أن يوتيوب لا يسمح للمنصة بالوصول إلى بياناته بهذه الطريقة.

في محاولة ثانية، تم إعطاء التطبيق رابط مقال من مدونة. هذه المرة، نجح التطبيق في جلب عنوان المقال وبدأ في تنفيذ الخطوات:

النتيجة النهائية كانت مقالًا بعنوان “OpenAI ChatGPT Agents: The Leap Towards Autonomous Digital Assistants”، بتاريخ 17 يوليو. كان المقال جيدًا ومفصلاً، ويحتوي على معلومات دقيقة وصور ذات صلة، على الرغم من أن جودة الصور لم تكن عالية جدًا. لكن، لم يتم تنفيذ خطوة توليد المقطع المرئي.

استكشاف إمكانيات إضافية

من المثير للاهتمام أنه عند استكشاف الخيارات اليدوية، تم اكتشاف وجود خطوة مخصصة لإضافة أصول (Assets) من يوتيوب. هذا يعني أنه من الممكن حل المشكلة الأولية المتعلقة بجلب المحتوى من يوتيوب. باستخدام هذه الميزة، يمكن بناء تطبيق يقوم بتحويل مقاطع اليوتيوب إلى مقالات احترافية بشكل تلقائي، مع توليد الصور والمحتوى الإضافي.

خلاصة

تعد منصة “جوجل أوبل” تجربة مبهرة وسهلة الاستخدام، وتفتح المجال لإمكانيات واسعة. لقد تمكنا من بناء تطبيق متعدد الخطوات بمجرد وصفه نصيًا. على الرغم من أن المنصة لا تزال تجريبية وتفتقر إلى القدرة على ربط أدوات خارجية (مثل النشر المباشر على ووردبريس)، إلا أن النتائج التي تقدمها ممتازة، خاصة أنها خدمة مجانية.

تعكس هذه المنصة توجه جوجل نحو جعل الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع، وتمكين أي شخص من بناء تطبيقاته الخاصة. التجربة تستحق الاستكشاف، ومن المتوقع رؤية المزيد من التطورات عليها في المستقبل.

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00