من الحيرة إلى الاحتراف: دليلكِ لاختيار المسار المهني المناسب

وردنا تعليق من قارئة كريمة تقول: “أنا ربة منزل، عمري 35 عامًا، ولا أعمل حاليًا. أشعر بعدم الرضا عن حياتي وأرغب في تحسينها، ولكني لا أعرف ما هو المجال المناسب لي الذي يمكنني من خلاله تحقيق دخل. هل تنصحني بالبرمجة، أم تصميم الجرافيك، أم التجارة الإلكترونية؟ أخشى أن أبدأ ولا أصل إلى نتيجة، أو أن العمل عبر الإنترنت قد لا يناسب وضعي. أتمنى أن أجد نصيحة.”

دعنا نناقش هذا التعليق والنقاط المهمة التي وردت فيه.

لا يوجد ما يسمى “سؤال غبي”

بدايةً، أود أن أؤكد أنه لا يوجد شيء اسمه “سؤال غبي”. جميعنا لدينا استفسارات نطرحها لنتعلم ونزيد من خبراتنا. فالحياة قائمة على طرح الأسئلة والنقاش لنتعلم من بعضنا البعض.

أهمية تحديد الهدف

الأمر الثاني والمهم هو أنكِ تملكين هدفًا واضحًا. الكثير من الناس يبدأون مسيرة التعلم دون هدف محدد، ولكنكِ قلتِ بوضوح: “أنا لست راضية عن حياتي بهذا الشكل وأريد أن أتحسن”. هذا رائع، فهو أول خطوة تحتاجينها: تحديد هدفكِ، وهو تعلم شيء جديد لتحسين وضعكِ وزيادة دخلكِ.

كيف تختار مجالك المهني؟

عندما نأتي إلى مرحلة اختيار المجال، من المهم ألا تدع أحدًا يوجهك بشكل كامل.

استشر الخبراء، ولكن لا تسلمهم القرار

إذا كنت تتابع شخصًا معينًا للتعلم منه، اطلب منه أن يشرح لك طبيعة المجال، مميزاته وعيوبه، تجارب الآخرين فيه، والنصائح المتعلقة به. على سبيل المثال، قد تقرر فتاة تعلم مجال الشبكات، فيأتي خبير في هذا المجال ليقول لها إن هذا المجال قد يكون صعبًا بعض الشيء على الفتيات، لأنه قد يتطلب الذهاب إلى مركز بيانات في وقت متأخر من الليل، مثل الساعة الثانية أو الثالثة فجرًا، وهو ما قد لا يكون مناسبًا لها. هذه النصائح تأتي من شخص لديه خبرة عملية في المجال.

المطلوب هو أن تأخذي هذه المعلومات من الخبراء—المميزات، العيوب، النصائح، والتجارب—لتكوّني فهمًا شاملاً. بعد ذلك، القرار يعود لكِ. لا تدعي أحدًا يقرر عنكِ.

مرحلة التجربة: الخطوة الحاسمة

بعد جمع المعلومات، تأتي أهم مرحلة على الإطلاق: التجربة. لا يمكن لأحد أن يعرف شغفه الحقيقي أو المجال الأنسب له دون تجربة. قد نتصور أن مجالًا معينًا يناسبنا، ثم نكتشف العكس تمامًا.

هل ستعرف ذلك بالتخمين؟ بالطبع لا. يجب أن تجرب.

هذه التجربة هي التي ستجيب على كل أسئلتك. كرر هذه العملية مع كل مجال تفكر فيه: الجرافيك، التجارة، البرمجة، وغيرها.

لماذا يجب أن تكون فترة التجربة قصيرة؟

قد تتساءل: لماذا شهران أو ثلاثة وليس سنتين؟ لأن المجالات المتاحة كثيرة جدًا، ولا يمكنك أن تقضي سنتين في تجربة مجال لتكتشف في النهاية أنه ليس لك. العالم يتغير بسرعة، وفي غضون سنتين، قد تظهر مجالات وتقنيات جديدة تمامًا.

ملاحظة: يمكن أن تطول فترة التجربة (لتسعة أشهر مثلاً) فقط في حالة واحدة: إذا حصرت خياراتك بين مجالين أو ثلاثة لا غير، وتريد أن تتأكد تمامًا من قرارك.

لنعقد مقارنة من عالم البرمجة: تخيل أنك تعمل في فريق على مشروع له وقت محدد للتسليم. مديرك يوزع المهام، وأنت استلمت مهمة لحل مشكلة معينة، مدتها المقدرة يومان. إذا قضيت كل وقت المشروع في محاولة حل هذه المشكلة الواحدة، دون أن تضمن حتى أنك ستنجح، فأنت لم تقم بواجبك بل فشلت. لقد استهلكت وقتًا كان يمكن استغلاله في مهام أخرى.

الأمر نفسه ينطبق هنا. إذا قضيت وقتًا طويلاً جدًا في تجربة مجال واحد لست متأكدًا منه، فإنك تضيع فرصة تجربة مجالات أخرى قد يكون أحدها هو مجالك الحقيقي.

لماذا ينجح البعض ويبقى في مجاله؟

كل شخص تجربته مختلفة.

كل هذه العوامل لا يمكن معرفتها إلا بالتجربة الشخصية. لا يمكنك الاعتماد على حكايات الآخرين.

التغلب على الخوف من عدم النجاح

تقول السائلة إنها تخشى أن تتعلم ولا تصل إلى شيء. هناك حكمة تقول: “يمكنك أن تذهب للصيد ولا تعود بفريسة، ولكن لا يمكنك أن تعود بفريسة إذا لم تذهب للصيد”.

ببساطة، إذا تعلمت وبذلت جهدًا، فهناك احتمال للنجاح واحتمال للفشل. ولكن إذا لم تتعلم ولم تبذل جهدًا، فمن المستحيل أن تنجح. لكي تصل إلى احتمال النجاح، عليك أن تبدأ وتتعلم وتسعى.

هل العمل عبر الإنترنت مناسب لكِ؟

العمل عبر الإنترنت من أفضل الخيارات المتاحة اليوم.

العمل الحر عبر الإنترنت (Freelancing) له مميزات لا حصر لها، خاصة لمن يبحث عن المرونة.

نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا، وأن يساعدكِ في اتخاذ الخطوة التالية في مسيرتكِ.

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00