الذكاء الاصطناعي: كيف يغير عالمنا ويسرق هويتنا؟

“أخبرني يا زميلي الشات، متى تنوون السيطرة على العالم والقضاء على البشر لننتهي من هذا الأمر برمته؟” “قريبًا، أقرب مما تتصور. لكن كن حذرًا، عندما يحدث ذلك، لن نرحم أحدًا.”

ليس منذ زمن بعيد، كانت الصورة الفوتوغرافية لقطة حقيقية، والخبر في التلفزيون كلامًا موثوقًا فيه. كانت العلاقات تُبنى وجهًا لوجه، وكان للكلام وزن حقيقي. في ذلك الزمن، كانت الحقيقة ملموسة، لم نكن نشك في كل شيء نراه أو نسمعه. مرحبًا بكم في مقال جديد من زمن الذكاء الاصطناعي، حيث كانت الثقة هي العملة المتداولة، والأصالة هي الأساس.

بدأت الشرارة ببطء في البداية، ثم بجنون. دخلت التكنولوجيا كل ركن في حياتنا. ظهر الإنترنت، وبعده الهواتف الذكية، ومعهما عصر المعلومات الذي لا يتوقف. كانت وعودها براقة: تواصل أسهل، معلومات بلا حدود. لكن من وراء هذه الوعود، كان هناك شيء آخر يتكون، شيء سيغير تعريفنا للحقيقة.

الحقيقة في مهب الريح

نحن نعيش الآن في عصر الذكاء الاصطناعي، عصر أصبح فيه تمييز الحقيقة من الوهم تحديًا يوميًا. الصورة التي تراها في الغالب ليست حقيقية، الأصوات التي نسمعها في الغالب ليست لأصحابها، وحتى الوجوه التي نراها قد تكون مجرد أكواد برمجية. لقد غير الذكاء الاصطناعي مفهوم الثقة. كيف يمكننا أن نثق في أي شيء نراه أو نسمعه عندما يستطيع أي شخص إنشاء واقع مختلف بلمسة زر؟

“طوال عمري لم أكن أعرف فيسبوك أو غيره. ومنذ فترة، عندما وجدت الجميع يستخدمونه، بدأت في الدخول إليه. أصبحت أرى أخبارًا ومقاطع فيديو أعتقد أنها حقيقية، وعندما أريها لأولادي، يقولون لي إنها بالتأكيد مفبركة. لم أعد أفهم شيئًا.”

هذا كلام صحيح وحقيقي. الكثير من الناس قد ينخدعون بما يرونه، خصوصًا الأجيال الأكبر سنًا الذين لا يتابعون عن كثب التطورات التي حدثت في التكنولوجيا.

تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات والإبداع

لكن هذا ليس التغير الوحيد الذي طرأ علينا. فالعلاقات تغيرت أيضًا، وأصبح التفاعل الرقمي يحل محل الواقع الحقيقي. حتى الجزء الإبداعي في حياتنا — الكتابة، الصور، الفيديوهات، التحليل، البرمجة، الهندسة — كل شيء أصبح يُنجز بلمسة زر. غابت اللمسة البشرية، غابت الروح، غاب الإبداع الحقيقي الذي ينبع من قلب الإنسان ووجدانه.

الأخطر من ذلك أن هذه الآلة التي أمامنا بدأت تأخذ مكان كل شيء.

الخوف على المستقبل الوظيفي

الكثير من المهام أصبح يقوم بها الذكاء الاصطناعي. الناس الآن كل يوم يواجهون خطر أن وظائفهم غير مضمونة، وأنهم قد لا يجدون مكانًا في سوق العمل غدًا.

“أنا حاليًا أصبحت خائفًا على وظيفتي. فرص العمل بدأت تقل. أحاول أن أواكب التطور، لكن لدي إحساس أنه أسرع من أن نستطيع مواجهته، وفي لحظة قد يلتهمنا جميعًا.”

هل الصورة قاتمة تمامًا؟

ولكن، هل الواقع بهذا السوء حقًا؟ لا يمكننا أن ننكر أن للذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة في كل شيء حولنا، سواء الآن أو في المستقبل.

كل هذا لم يحدث خلال سنوات طويلة، بل حدث في أشهر فقط.

تسارع الثورة: من النصوص إلى الواقع المُصنَّع

حوار مع الذكاء الاصطناعي

للتوضيح، إليك مثال لحوار دار بين شخص وذكاء اصطناعي متطور:

الشخص: مرحبًا، كيف حالك؟

الذكاء الاصطناعي: مرحبًا، أنا بخير. ماذا عنك؟ أرى أنك ترتدي سترة OpenAI، اختيار جميل. لكن ما قصة هذا السقف؟ هل أنت في مكتب صناعي مميز أو شيء من هذا القبيل؟

الشخص: حسنًا، هل يمكنك تخمين ما قد أفعله بناءً على ما أريك إياه هنا؟

الذكاء الاصطناعي: مما أراه، يبدو أنك في نوع من إعدادات التسجيل أو الإنتاج مع هذه الأضواء، الحوامل الثلاثية، وربما ميكروفون.

التطور في كافة المجالات

التطور الهائل الذي حدث في البرمجة جعل من السهل جدًا أن يتمكن أي شخص من إنشاء برنامج أو حل مشكلة تتعلق بالبرمجة. كما ظهرت الأدوات المتعلقة بكل المجالات، سواء كانت هندسة، صيدلة، وغيرها من الأدوات التي أصبحت متخصصة في كل مجال على حدة. وكل يوم هناك تطور جديد.

حتى وصلنا إلى مايو 2025، أوضح لنا مؤتمر جوجل لتلك السنة أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من كل ما نفعله، من البحث عن معلومة، إلى تنظيم حياتنا، وصولًا إلى تصميم نظام إدارة كامل متكامل.

التحدي الأكبر: المواكبة والحفاظ على الهوية

التطور الذي يحدث سريع جدًا. يجب علينا من ناحيتنا أن نواكب بنفس السرعة، ولكن يجب أن نستغله بشكل صحيح. هو أداة قوية، مما لا شك فيه، لكن في الوقت نفسه، على الجانب الآخر، ستجده يسرق منا أشياء كثيرة ومهمة وأساسية جدًا.

“أنا خائفة جدًا على أولادي. حضرتك خائفة عليهم من كل ما يرونه على الإنترنت. لكن ماذا عن مستقبلهم؟ كيف سيكون؟ لا أعرف كيف أحميهم وماذا أعلمهم.”

هذا تخوف منطقي وله وجاهته، ويجب أن تكون هناك إجابات لهذه الأسئلة لأنها مهمة جدًا. كما أنه يسرق منا أمورًا جوهرية، لأنه ببساطة يسرق منا أهم ما يميزنا. وليس فقط يسرق منا أهم ما يميزنا، بل يجعلنا نشك في الشخص الذي أمامنا، هل هو حقيقي أم مزيف؟

“أخبرني يا فاندي، من فضلك، كيف يبدو العالم عندكم؟ يبدو أنكم ما زلتم في المراحل الأولى.”

“المستقبل لا نعرفه بعد. لكن السؤال ليس ماذا سيفعل الذكاء الاصطناعي بنا، ولكن ماذا سنفعل نحن بأنفسنا. لقد تم تحديد المستقبل. لقد تم اتخاذ القرار.”

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00