في قلب أعماق الإنترنت، تحت سطح الويب الذي نعرفه، يوجد عالمٌ آخر مظلم اسمه “الدارك ويب”. عالمٌ مليء بالأسرار والجرائم والخوف. لكن أغرب ما فيه ليس المواقع ولا المخترقين؛ أغرب ما فيه هو شخصية واحدة غامضة ومريبة، لا أحد يعرف هويتها، لكنها سيطرت على الدارك ويب بالكامل. اسمه: فرعون الدارك ويب.
بداية الأسطورة
كل شيء بدأ سنة 2012، عندما ظهر اسم مجهول على واحد من أعمق منتديات “تور”. كان الاسم الرمزي هو nk-redemption-ty
. الاسم غريب، لكنه يرمز لرمز فرعوني قديم: مفتاح الحياة. في البداية، اعتقد الناس أنه مجرد مخترق جديد، لكن خلال شهور قليلة، أصبح هذا الاسم مرعبًا بكل معنى الكلمة.
كان يبيع أدوات اختراق، لكنها لم تكن عادية، بل كانت أدوات قادرة على كسر أكبر أنظمة الحماية في العالم. شركات، بنوك، جيوش، كلها كانت أهدافًا محتملة بالنسبة له. والذين اشتروا منه شهدوا أنه كان عبقريًا، وكأنك تتعامل مع إله وليس بشرًا.
رسالة الفرعون
ما جعل الناس يتأكدون أن هذا ليس مجرد مخترق، هو أول رسالة كتبها علنًا، وقال فيها:
أنا الفرعون، لا أعبد إلا السيطرة، ومن يقترب من عرشي سيلعنه التاريخ الرقمي.
ومن هنا ابتدأ الرعب. أطلق عليه الناس اسم “فرعون الدارك ويب” لأنه كان يستخدم رموزًا فرعونية في كل تعاملاته. كانت صوره عبارة عن أقنعة فرعونية، وتوقيعاته رسومات هيروغليفية، وأسلوبه كان كله تعظيمًا للخلود والقوة والسيطرة.
بصمات فرعونية
في عام 2014، اخترق شبكة بيانات حكومية أوروبية وسرق ملايين الملفات. وبدلًا من أن يبيعها، نشرها مجانًا، كأنه يقول: “أنا أقدر أن أفضحكم في أي لحظة”. وبعدها بأسابيع، حصلت عمليات ابتزاز ضخمة استخدمت نفس هذه البيانات، ولم يستطع أحد ربط أي شيء به.
معبد الألم
لكن ما حدث في 2016 كان شيئًا يفوق الخيال. الموقع الذي أطلقه، “Temple of Pain”، أصبح أسطورة. كان الموقع عبارة عن غرفة بث مباشر، حيث يقوم الناس بالدفع بعملة البيتكوين للمشاهدة والتصويت على طرق تعذيب بشر حقيقيين. كل شيء يتم أمام الكاميرا، وكل شيء يشرف عليه الفرعون. ليس هذا فقط، بل كان يجعل الزوار يقررون مصير الضحية، كأنك تدخل لعبة جهنمية.
حاولت الشرطة الإلكترونية إغلاق الموقع أكثر من مرة، وفي كل مرة كانوا يفشلون. الخوادم تختفي فجأة، وأجهزة التتبع تتشوش، والأشخاص الذين يحاولون الوصول إليه يظهر لديهم فيروس يحرق كل بياناتهم.
روبن هود الرقمي؟
الأسوأ أنه في عام 2018، تم اختراق ثلاثة بنوك ضخمة في أمريكا الجنوبية، وتم تحويل ما يقرب من 400 مليون دولار لمحافظ غير معروفة. وبعدها، وبشكل غريب، وُزعت الأموال بشكل عشوائي على أناس فقراء في أفريقيا وآسيا. وظهر تصريح على واحدة من صفحات الفرعون يقول فيه:
الفرعون لا يسرق، الفرعون يعيد التوازن.
هل هو مجرم، أم روبن هود رقمي، أم إله مستقل خارج عن السيطرة؟ لا أحد يعرف.
جيش من الذكاء الصناعي
في عام 2020، أطلق نظام ذكاء اصطناعي خاص به يحاكي أسلوبه في الكتابة والاختراق، وسماه “Ammit”، وهو اسم إلهة مصرية قديمة مرتبطة بالموتى. كان هذا النظام يرد تلقائيًا على الناس، ويحلل التهديدات، وينفذ عمليات هجومية آلية. وكأن الفرعون أصبح جيشًا كاملًا من غير البشر.
العودة الغامضة
في عام 2023، عاد بعد اختفاء سنة كاملة برسالة واحدة فقط:
المعبد سيفتح من جديد، والقرابين جاهزة.
أصيب المجتمع الرقمي بالجنون. الكل بدأ يبحث عن آثار الفرعون من جديد. المخترقون أنفسهم أصبحوا مرعوبين، لأن منهم من تم اختراقهم دون أن يعرفوا كيف.
وفي سنة 2025، ظهر على موقع جديد كان عبارة عن صفحة سوداء فيها فقط صورة قناع توت عنخ آمون، وتحتها مؤقت تنازلي وعبارة: “عودة الخلود”.
الخاتمة: الحقيقة المجهولة
لا أحد حتى الآن يعرف من هو، أو من وراءه، أو إذا كان شخصًا حقيقيًا، أو مجموعة، أو ذكاءً صناعيًا مستقلًا خرج عن السيطرة. كل ما نعرفه أنه موجود، يراقب، ويستعد.
عندما تسمع عن الفرعون، لا تستبعد يومًا من الأيام أن يخترق جهازك، أو بريدك، أو حياتك كلها. ليس لكي يسرقك، لا، بل لكي يعلمك درسًا أنه في عالم الدارك ويب، لا يوجد مستحيل.