ديب مايند: الشركة التي ستغير العالم

ديب مايند، الشركة التي يبدو أنها ستغير العالم في السنوات القادمة.

تأسيس ديب مايند

في عام 2010، جاء ثلاثة أشخاص، وهم ديمس حسابيس (آمل أن أكون قد نطقت اسمه بشكل صحيح)، وشين ليج، ومصطفى سليماني - وسنعود للحديث عن مصطفى سليماني لاحقًا. اجتمع الثلاثة في جامعة لندن، وتحديدًا في وحدة جاتسبي لعلوم الأعصاب الحاسوبية، وتساءلوا معًا: “لماذا لا نؤسس شركة باسم ديب مايند؟”. وبالفعل، في عام 2010 نفسه، أسسوا شركة ديب مايند.

بعد ذلك، بدأ ديمس حسابيس بالعمل على الذكاء الاصطناعي وجعله يتعلم من خلال الألعاب القديمة، مثل:

حاول ديمس أن يجعل الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على التدرب بناءً على معلومات ومحاولات سابقة، بل جعله يبدأ اللعبة من الصفر ويحاول إتقانها بنفسه، كما لو كان لاعبًا محترفًا يلعب منذ سنوات. وبالفعل، نالت هذه الفكرة إعجاب الكثيرين، مثل إيلون ماسك، الذي تجده مستثمرًا في كل شيء تقريبًا.

استحواذ جوجل والنمو المتسارع

في عام 2014، جاءت شركة جوجل وقررت التدخل بقوة. وبدلاً من أن تستحوذ على جزء من الشركة، استحوذت عليها بأكملها مقابل 600 مليون دولار. قبل ذلك، كانت ديب مايند تتفاوض مع فيسبوك للاستحواذ عليها، لكن في النهاية، كان للمال الكلمة العليا وحسمت جوجل الصفقة لصالحها.

ملاحظة جانبية: في عام 2025، تم رفع دعوى قضائية ضد جوجل بتهمة استخدام أساليب احتكارية، حيث تسعى للاستحواذ على أي شركة منافسة. على سبيل المثال، استحوذت على يوتيوب مقابل أكثر من 1.5 مليار دولار، واستحوذت على ديب مايند مقابل 600 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، يُقال إنها تدفع أموالاً لمتصفحات أخرى مثل أوبرا لجعل محرك بحث جوجل هو المحرك الافتراضي.

بعد استحواذ جوجل عليها، توسعت الشركة بشكل كبير بفضل الإنجازات العديدة التي حققتها. دخلت الشركة بعد الاستحواذ في مجالات متعددة، مثل تطوير الذكاء الاصطناعي “جيميني” (Gemini) والنموذج السابق له “جيما” (Gemma). وليس هذا فحسب، بل طورت أيضًا نموذجًا للذكاء الاصطناعي لتوليد الصور والفيديوهات باسم “Veo”، بالإضافة إلى دخولها عالم صناعة الروبوتات.

ابتكارات ثورية: من جيميني إلى ألفا إيفولف

كان من أهم اختراعاتها أداة “ألفا إيفولف” (AlphaEvolve). فكرة ألفا إيفولف تتمثل في أن الذكاء الاصطناعي يطور من نفسه؛ فبدلاً من أن تعطيه بيانات تدرب عليها ليقوم بمعالجتها فقط، فإنه يطور أشياء جديدة بنفسه.

تسريع خوارزمية ضرب المصفوفات

استطاع ألفا إيفولف تطوير خوارزمية كنا نحاول تسريعها لأكثر من 50 عامًا دون جدوى، وهي خوارزمية ضرب المصفوفات. على سبيل المثال، عند ضرب مصفوفة بحجم 4x4 في مصفوفة أخرى بحجم 4x4، كان إيجاد طريقة لتسريع هذه العملية تحديًا كبيرًا. استخدمت جوجل ألفا إيفولف لتسريع هذه الخوارزمية التي تُستخدم بكثرة في حسابات الرسوميات والأشكال في الألعاب، حيث كان من الضروري إيجاد طريقة لجعلها أسرع.

والجدير بالذكر أن ديمس حسابيس، الرئيس التنفيذي للشركة، حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، مما يدل على أن القائمين على هذه الشركة ليسوا أشخاصًا عاديين.

مصطفى سليماني: من ديب مايند إلى مايكروسوفت

لنعد الآن إلى مصطفى سليماني، الذي ذكرت أننا سنتحدث عنه. ترك مصطفى سليماني شركة جوجل وعلاقته بديب مايند تمامًا، وانتقل للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي مع مايكروسوفت. حاليًا، هو المدير التنفيذي الذي يدير قسم الذكاء الاصطناعي بأكمله في مايكروسوفت.

ومؤخرًا، وقعت حادثة معروفة تتعلق بالسيدة المغربية ابتهال أبو السعود، التي انتقدت سياسات مايكروسوفت لدعمها طرفًا معينًا بأدوات الذكاء الاصطناعي. تشير المعلومات المتوفرة على ويكيبيديا باللغة العربية إلى أن هذا الحدث وقع خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الشركة، بينما لا توجد إشارة لهذه الحادثة في النسخة الإنجليزية من الموقع.

خاتمة

هذه كانت قصة شركة ديب مايند باختصار. إن تطور أدوات مثل ألفا إيفولف، التي تمكن الذكاء الاصطناعي من التفكير والتطور ذاتيًا، يطرح تساؤلات حول مدى قربنا من الوصول إلى نقطة “التفرد التكنولوجي” (Singularity)، وهي المرحلة التي يتطور فيها الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل تمامًا عن التدخل البشري.

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00