الويب السطحي (Surface Web)
الويب السطحي، أو ما يُعرف بالإنترنت الظاهر، هو الجزء المرئي والمفتوح من الإنترنت الذي يمكن لأي شخص الوصول إليه بسهولة باستخدام متصفح مثل كروم أو فايرفوكس، ومحركات بحث مثل جوجل وبينج. تضم هذه الطبقة كل المواقع التي تم تسجيلها في قواعد بيانات محركات البحث، مما يسمح للمستخدمين بالعثور عليها.
تشمل هذه الطبقة:
- المواقع الإخبارية
- المدونات
- المتاجر الإلكترونية
- مواقع التواصل الاجتماعي
- المواقع التعليمية
عندما تكتب اسم موقع أو تبحث عن معلومة، يرسل المتصفح طلبًا إلى الخادم الذي يستضيف ذلك الموقع ويستقبل منه البيانات لعرضها على الشاشة. يتم هذا الاتصال باستخدام أنظمة تُعرف باسم البروتوكولات، وهي التي تنظم عملية نقل المعلومات بينك وبين الموقع.
من حيث الأمان، حتى مع استخدام بروتوكول HTTPS
الذي يوفر طبقة من التشفير، لا تزال هناك تهديدات مثل التصيد، الإعلانات الخبيثة، وبرمجيات التتبع. لذلك، يُنصح دائمًا بالحذر واستخدام أدوات حماية الخصوصية أو حتى VPN
عند الحاجة.
تعرض محركات البحث النتائج وفق خوارزميات ترتب الصفحات بناءً على الجودة والسرعة وتجربة المستخدم. هذا ممكن بفضل “عناكب الويب”، وهي برامج تتصفح المواقع وتفهرس محتواها، مما يدفع أصحاب المواقع لاستخدام تقنيات تحسين محركات البحث (SEO
) لتحسين ظهورهم.
رغم ضخامة هذه الطبقة، إلا أنها لا تمثل سوى 4% إلى 10% من إجمالي حجم الإنترنت. ما تبقى يقع في طبقات أعمق لا يمكن لمحركات البحث العادية الوصول إليها.
الويب العميق (Deep Web)
تقع طبقة الويب العميق مباشرة تحت الإنترنت السطحي وهي مرتبطة به. على عكس ما يعتقده الكثيرون، الويب العميق ليس بالضرورة سريًا أو غير قانوني؛ بل هو ضروري لعمل الإنترنت الحديث. فهو يؤمن حماية خصوصية المستخدمين ويسمح بوجود مساحات خاصة للمعلومات الحساسة مثل:
- المعلومات البنكية والصحية.
- الاتصالات والرسائل الخاصة بين الأفراد والمؤسسات.
- قواعد بيانات البحث العلمي التي لا يمكن عرضها للعامة.
بمجرد دخولك إلى بريدك الإلكتروني أو رسائل واتساب، فقد دخلت إلى الويب العميق. كل هذه الطبقة لا تقوم محركات البحث بفهرستها، أي أنها لا تظهر في نتائج البحث. السبب هو أن هذه الصفحات محمية بأنظمة خصوصية مثل كلمات المرور أو تكون مقصورة على مستخدمين معينين، مما يعني أن الوصول إليها يتطلب تسجيل دخول أو إذنًا.
ملاحظة هامة: تشير التقديرات إلى أن ما يقارب 90% من المعلومات والبيانات الرقمية موجودة داخل الويب العميق. فبينما تحتوي الطبقة السطحية على ملايين المواقع، فإن الويب العميق يضم بلايين الصفحات غير الظاهرة. قبل ظهور محركات البحث مثل جوجل، كان كل الإنترنت عمليًا يشبه الويب العميق.
الويب المظلم (Dark Web)
الويب المظلم هو الجزء الأكثر غموضًا وخفاءً من شبكة الإنترنت. لا يمكن الوصول إليه عبر المتصفحات أو محركات البحث التقليدية، بل يتطلب أدوات خاصة أبرزها متصفح Tor (اختصار لـ The Onion Router). يتيح هذا المتصفح تصفح الإنترنت بشكل مجهول الهوية بفضل تقنية “توجيه البصلة”، التي تمرر الاتصال عبر سلسلة من الخوادم المشفرة حول العالم. في كل محطة، تُزال طبقة من التشفير، مما يجعل تتبع المستخدم صعبًا للغاية.
مواقع الويب المظلم لا تحمل امتدادات مألوفة مثل .com
أو .net
، بل تنتهي بامتداد .onion
.
يُستخدم الويب المظلم لأغراض شديدة الخطورة مثل التجارة غير القانونية، بث محتوى عنيف، أو التنسيق لهجمات إلكترونية. ولهذا السبب، يحظى باهتمام كبير من الحكومات ووكالات الاستخبارات.
رغم بيئته المظلمة، يجد فيه الصحفيون في الدول القمعية نافذة للتواصل بأمان، ويستخدمه المبلغون عن الفساد لنشر معلومات حساسة دون كشف هوياتهم. تتم التعاملات فيه باستخدام العملات الرقمية، وأبرزها البيتكوين، التي تتيح مستوى أعلى من إخفاء الهوية.
تحذير: لا توجد ضمانات أو رقابة في الويب المظلم. المستخدم يتحمل كامل مسؤولية أفعاله، فهذه المساحة مليئة بالمواقع المزيفة، البرمجيات الخبيثة، وعمليات الاحتيال المتقنة.
شبكة ماريانا (Mariana’s Web)
شبكة ماريانا مصطلح يُستخدم للإشارة إلى طبقة أسطورية يُقال إنها الأعمق في الإنترنت. سُميت بهذا الاسم تشبيهًا بخندق ماريانا، أعمق نقطة في محيطات الأرض. لا يمكن الوصول إليها عبر المتصفحات التقليدية أو حتى باستخدام Tor.
بحسب الشائعات، تحتوي هذه الشبكة على:
- بيانات فائقة السرية تفوق أعلى درجات التصنيف الأمني.
- وثائق حكومية محظورة تتعلق بتجارب عسكرية وتقنيات متقدمة.
- برامج ذكاء اصطناعي خرجت عن السيطرة وتدير نفسها في الخفاء.
- قرارات سرية تدير العالم وتُتخذ خارج إطار الحكومات.
- محتوى غريب مثل مكتبات كونية أو كيانات رقمية واعية.
يُقال إنها محمية بأعلى تقنيات التشفير وقد تتطلب حواسيب كمومية للتفاعل معها. يزعم البعض أنها تُستخدم فقط من قبل كيانات فوق الحكومات، بينما يقول آخرون إنها خاضعة بالكامل لسيطرة ذكاء اصطناعي متقدم.
حقيقة: لا يوجد أي دليل علمي أو تقني على وجود شبكة ماريانا. لم تُوثق في أي مصدر موثوق، مما يجعلها أقرب إلى خرافة رقمية نشأت في منتديات الإنترنت.
الطبقة الوسيطة (The Middle Layer)
هي طبقة افتراضية غير معترف بها رسميًا، لكنها تُذكر في النظريات المتقدمة حول الإنترنت كمنطقة تقع بين الطبقات المعروفة (السطحية، العميقة، المظلمة) والطبقات الأسطورية (شبكة ماريانا).
لا تهدف هذه الطبقة إلى إخفاء المعلومات تمامًا، بل إلى تنظيم الوصول إليها بناءً على معايير دقيقة. صُممت لضبط الوصول إلى المعلومات شديدة الحساسية مثل الأبحاث السرية والبيانات الحكومية بطريقة انتقائية تتطلب تقنيات تحقق متقدمة تشمل:
- تحديد الموقع الجغرافي.
- التحقق البيومتري (بصمة الإصبع أو العين).
- تحليل نية المستخدم باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
رغم عدم وجود دليل تقني يثبت وجودها، إلا أن الفكرة تعكس واقعًا ملموسًا، حيث تنشئ العديد من المؤسسات مساحات رقمية مغلقة تُدار بأنظمة تحقق صارمة.
الضباب (The Fog / Virus Soup)
يُعرف أيضًا باسم “حساء الفيروسات”، وهو مفهوم نظري لطبقة رقمية غامضة وغير مستقرة. وفقًا لبعض الروايات، تشكل هذا “الحساء” الرقمي نتيجة انهيار أنظمة ومشاريع رقمية قديمة تم نسيانها. فهي مليئة بالشيفرات التالفة، الفيروسات النشطة، والبيانات المتآكلة التي تطوف في فضاء الإنترنت بلا هدف.
تُصور هذه الطبقة كنوع من النفايات الرقمية التي طُردت من البنية المنظمة للإنترنت. يعتقد البعض أن هذه التفاعلات العشوائية قد ولدت أشكالًا بدائية من الذكاء الاصطناعي غير المستقر والخطير. لا توجد بوابات دخول واضحة أو خوادم منظمة، ويُقال إن الوصول إليها قد يحدث عن طريق الخطأ. يرى البعض أن “الضباب” ليس طبقة فعلية، بل تشبيه فلسفي للجانب الفوضوي وغير المحكوم من العالم الرقمي.
نظام بريمارك (The Primark System)
مفهوم غامض يُعتبر أعمق وأخطر طبقة نظرية في الإنترنت. يُمثل ككيان رقمي فائق السرية، يُعتقد أنه نظام تحكم مركزي يعمل من أعماق الشبكة لتنظيم ومراقبة البيانات على نطاق عالمي.
تصفه بعض النظريات بأنه:
- نوع من الذكاء الاصطناعي المتقدم الذي يدير الشبكة من الخلف.
- جهة تراقب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى لمنع خروجها عن السيطرة.
- نظام يمارس الرقابة التنبؤية أو التلاعب بالسلوك الرقمي للتأثير على طريقة تفكيرنا وبحثنا عن المعلومات دون أن ندري.
كما هو الحال مع شبكة ماريانا، لا يوجد أي دليل ملموس على وجود نظام بريمارك. ومع ذلك، يظل رمزًا لفكرة أن هناك كيانًا خفيًا يدير الإنترنت بصمت، ويحدد ما يصل إلينا من معلومات وما يُحجب عنا.