كيف تصبح مطور ويب متكامل (Full-Stack) في 8 خطوات

كيف ومتى يمكنك أن تعتبر نفسك قد أصبحت مطورًا متكاملًا (Full-Stack Developer) وتستطيع التقدم لوظائف وإجراء مقابلات عمل والحصول على قبول؟ في السنوات الأخيرة، أحدث الذكاء الاصطناعي تغييرات كثيرة جدًا في العالم، وكذلك في عالم المبرمجين والبرمجة بشكل عام. دعونا نستعرض معًا الخطوات التي يمكننا اتباعها لنصبح مطورين متكاملين، من البداية حتى نصل إلى مستوى الاحتراف ونتمكن من دخول سوق العمل.

مجال الويب من أكثر المجالات المطلوبة في سوق العمل، سواء في السوق العربي والشرق الأوسط بشكل عام، أو في أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى كثيرة. في الواقع، مهما كانت التطورات في مجال البرمجة، يظل مجال الويب هو صاحب أكبر عدد من الوظائف المطروحة في سوق العمل، بغض النظر عن مقدار الراتب، فهي الوظائف الأكثر عددًا بشكل عام. ويُنصح أي شخص يبدأ في مجال البرمجة بأن يعمل في مجال الويب، لأنه يستطيع من خلاله التحول إلى أي مسار أو تخصص آخر بمنتهى السهولة، وكل ما تعلمه سيفيده في مساره المستقبلي.

سنتحدث الآن عن ثماني خطوات أو مراحل سنمضي فيها بالترتيب لنصبح مطورين متكاملين. هذا الكلام ينطبق على من يرغب في العمل بأي من التقنيات المشهورة في سوق العمل، مثل:

لا أتحدث كثيرًا عن Python وDjango لعدم شهرتهما الكبيرة في الشرق الأوسط وعدم توفر عدد كبير من الوظائف لهما. وحتى في أوروبا، ليس لهما عدد كبير جدًا من الوظائف. التقنية التي قد لا أكون قد تحدثت عنها ولها وظائف كثيرة في أوروبا هي Java مع إطار العمل الخاص بها Spring. هذه هي التقنيات المشهورة التي إذا تعلمتها، ستجد لنفسك وظائف جيدة في سوق العمل.

المرحلة الأولى: تعلم أساسيات البرمجة

في هذه المرحلة، نختار لغة برمجة لنبدأ بها، سواء كانت C++ ثم التحول منها إلى PHP أو Node.js (التي لغتها البرمجية هي JavaScript)، أو البدء مباشرة بلغة مثل C# أو PHP. اختر اللغة التي ستخدمك وتساعدك أكثر على الإنجاز في خريطة طريقك بحرية.

ملاحظة هامة: أي لغة برمجة تختارها (عدا C++)، لا تستخدم الدوال والمكتبات الجاهزة الموجودة فيها، وذلك لبناء عقلية مبرمج قوية.

في هذه المرحلة، سنتعلم:

يجب حل عدد كبير من المسائل البرمجية على مواقع مثل HackerRank، LeetCode، أو Codewars. ليس المهم عدد المسائل بقدر أهمية التنوع والتدرج في صعوبتها.

المرحلة الثانية: التعمق في هياكل البيانات والخوارزميات

علم البرمجة مبني في الأساس على هياكل البيانات والخوارزميات. أثناء تعلم لغة البرمجة، ستتعرف بالفعل على بعضها، لكن في هذه المرحلة سنتعمق أكثر.

بعد ذلك، ننتقل إلى مستوى أعلى من حل المشكلات مخصص لهياكل البيانات والخوارزميات، حيث ستتعرف على مفهوم التعقيد الحسابي (Big O Notation) وكيفية تحسين أداء الكود الخاص بك.

نصيحة: في المرحلتين الأولى والثانية، لا يُنصح تمامًا بالتعلم باستخدام أي واجهة مستخدم رسومية (GUI). يجب أن تتعلم على الشاشة السوداء (Console). قبل تجاوز أي مرحلة، اختبر نفسك. يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT ليقدم لك امتحانات، أو البحث عن امتحانات عبر الإنترنت للتأكد من أنك تسير على المسار الصحيح.

المرحلة الثالثة: مبادئ SOLID وأنماط التصميم

هذه الجزئية مهمة جدًا ويجب أن يكون لديك معلومات عنها، ليس بالضرورة معلومات عميقة في البداية. سنتناول جزءًا منها الآن ونؤجل الجزء الآخر لما بعد تعلم التكنولوجيا الخاصة بك.

الجزء الذي سنتناوله الآن هو مبادئ SOLID. لماذا؟ لأنك لن تتعلم أي تكنولوجيا ويب دون أن تحتاج إلى ما يسمى بـ “حقن التبعية” (Dependency Injection)، وهو مبدأ ستدرسه ضمن مبادئ SOLID وتفهمه جيدًا. كما أن تعلم هذه المبادئ سيساعدك على كتابة كود جيد والتمييز بينه وبين الكود الذي يحتوي على مشاكل. حاول تطبيق هذه المبادئ على مشروع. أما بقية أنماط التصميم (Design Patterns) والبرمجة كائنية التوجه المتقدمة (OOD)، فيمكننا تأجيلها لما بعد الانتهاء من تعلم التكنولوجيا.

المرحلة الرابعة: أساسيات قواعد البيانات

لا تدرس قواعد البيانات ضمن التكنولوجيا التي تعمل بها حتى لا تكون مبرمجًا ضعيفًا. يجب دراستها بشكل منفصل وعلى بيئة الإدارة الخاصة بها (Management Studio).

في هذه المرحلة، نحتاج لتعلم بعض الأمور الهامة:

  1. أساسيات تحليل النظم (System Analysis):
    • المتطلبات الوظيفية (Functional Requirements).
    • المتطلبات غير الوظيفية (Non-Functional Requirements).
    • مخططات تدفق البيانات (DFD Diagrams).
    • مخططات حالة الاستخدام (Use Case Diagrams).
    • فهم أساسيات لغة النمذجة الموحدة (UML).
  2. تصميم قواعد البيانات: تعلم كيفية بناء مخطط علاقات الكيانات (ERD).
  3. لغة SQL:
    • إنشاء الجداول (Tables).
    • أوامر استدعاء البيانات (Queries).
    • الإجراءات المخزنة (Stored Procedures).
    • العروض (Views).
    • المحفزات (Triggers).
    • الفهرسة (Indexes) وكيفية تحسين أداء الاستعلامات.

تحذير: أرجوك لا تتخطى هذه المرحلة. أعلم أن قلة من المناهج التعليمية تعلم قواعد البيانات كما هي، ولكن ابحث عمن يعلمك هذا المحتوى، فهو متوفر.

المرحلة الخامسة: مرحلة الواجهة الأمامية (Front-End)

الآن سنتعلم أساسيات الواجهة الأمامية التي نحتاجها للانتقال إلى التكنولوجيا الخاصة بنا. لا تتعمق في كل شيء الآن، سنؤجل ذلك لمرحلة قادمة. ما نحتاجه الآن هو:

يمكنك تعلم جزء من JavaScript الآن والجزء الآخر أثناء تعلم التكنولوجيا، أو يمكنك إنهاؤها بالكامل في هذه المرحلة. من الضروري أن تكون قد تعلمت هذه الأساسيات قبل الدخول في تكنولوجيا الويب. من المهم أن تنشئ مشروعًا لنفسك، وليكن موقعًا شخصيًا أو متجرًا إلكترونيًا، لتثبت أنك تعلمت هذه المهارات.

المرحلة السادسة: اختيار إطار العمل المناسب

كما ذكرت، أرشح لك إما ASP.NET Core، أو Laravel، أو Node.js. بعد اختيار التكنولوجيا، نحتاج لتعلم بعض الأمور الهامة جدًا:

  1. أساسيات الويب: ما هو الويب وكيف يعمل؟ ما هو بروتوكول HTTP والفرق بينه وبين HTTPS؟ كيف تتم معالجة الطلبات (Requests)؟ وما هو الخادم (Server) والعميل (Client)؟
  2. التعامل مع قواعد البيانات: تعلم كيفية التعامل مع قواعد البيانات من خلال ORM (Object-Relational Mapping) الموجود في تقنيتك (في ASP.NET Core يسمى Entity Framework). لا يمكنك اعتبار نفسك جاهزًا لسوق العمل دون تعلمه جيدًا.
  3. واجهات برمجة التطبيقات (APIs): تعلم كيف تنشئ API، وكيف تستدعي APIs خارجية، وكيف تقوم بالتكامل (Integration) بين نظامك وأنظمة أخرى.
  4. الأمان (Security): تعلم مفاهيم الأمان داخل إطار العمل الخاص بك، مثل:
    • المصادقة (Authentication).
    • التفويض (Authorization).
    • تسجيل الدخول باستخدام حسابات خارجية مثل فيسبوك وجوجل.
    • التحكم في صلاحيات المستخدمين داخل الموقع.

لا تنسَ أن تنهي هذه المرحلة بمشروع قوي لتثبت به مهاراتك.

نقطة هامة: لا تهمل الجانب النظري. لا تقل “أنا سأكون مبرمجًا عمليًا ماهرًا والنظري ليس مهمًا”. ستُسأل في الجانب النظري في مقابلات العمل، والتركيز على الجانب العملي فقط مع إهمال النظري هو خطأ شائع.

المرحلة السابعة: المرحلة التكميلية

هذه المرحلة نكمل فيها ما نقصنا في المراحل السابقة:

في هذه المرحلة، أنصحك بإنشاء مشروع جديد. كلما أنشأت مشاريع أكثر، كلما اقتربت أكثر من سوق العمل. الشخص الذي يجري معك المقابلة يشعر جيدًا إذا كنت شخصًا ماهرًا أنجز مشاريع أم أنك مجرد شخص عرف بعض المعلومات ويحاول خداعه.

المرحلة الثامنة: مرحلة الذكاء الاصطناعي (AI)

هذه المرحلة تعتبر تكميلية أيضًا، وسندخل فيها الذكاء الاصطناعي:

  1. Git و GitHub: تعلم كيفية استخدامهما لرفع مشاريعك.
  2. الاستضافة (Hosting): تعلم كيفية شراء استضافة، أو شراء خادم (Server) وتجهيزه بنفسك من البداية إلى النهاية.
  3. التعامل مع الذكاء الاصطناعي: تعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT وBard) لزيادة إنتاجيتك، بحيث تنجز المهمة التي كانت تستغرق أربع ساعات في ساعة واحدة. لم أركز على هذه النقطة في البداية لأني أردتك أن تبني كل شيء بنفسك لتعتاد على ذلك.
  4. التكامل مع الذكاء الاصطناعي: تعلم كيفية إجراء تكامل مع خدمات الذكاء الاصطناعي، مثل واجهة برمجة تطبيقات ChatGPT، أو استخدام خدمات Microsoft Azure AI. يمكنك أيضًا التعاون مع مطور ذكاء اصطناعي يقوم ببناء APIs لك لتستخدمها في مشاريعك.

نحن في زمن الذكاء الاصطناعي، ويجب أن نتعلم كيفية استخدامه ودمجه في مشاريعنا لنواكب التطور السريع. في هذه المرحلة أيضًا، أنصحك بعمل مشروع يتكامل مع الذكاء الاصطناعي بأي من الطرق المذكورة.

بعد إتمام هذه المراحل الثماني، يمكنك إعداد سيرة ذاتية (CV) قوية، وإنشاء ملف شخصي احترافي على LinkedIn تعرض عليه أعمالك ومشاريعك، والبدء في التقديم للوظائف.

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00