كيف تختار مسارك في البرمجة؟ دليل لمواجهة الحيرة

أتمنى أن تكونوا جميعًا بخير، وقادرين على مواجهة تحديات الحياة.

من أكثر الأسئلة التي تُطرح علي هو: “كيف أختار مساري في البرمجة؟” أو “كيف أختار هذا المجال؟”. يسيطر علي الخوف من أن أدخل مجالًا ثم لا أستطيع الاستمرار فيه، أو أكتشف أنه ليس مناسبًا لي، أو لا أجد له سوق عمل.

في هذا المقال، سأطرح عليكم بعض الأسئلة والنصائح التي من خلالها ستتمكنون من اختيار المسار المناسب لكم. أود أن أقول لكم إنكم لستم وحدكم. عندما كنت في مثل عمركم، كنت أشعر بالخوف والتشتت، وأحس أنني لا أجد ذاتي، ولا أعرف أي مسار أختار. أنا أتفهم مدى خوفكم، وكثرة طرحكم لهذا السؤال تعني أن الشعور بالضياع هو أمر طبيعي جدًا، خاصة في البداية. قد يحدث هذا أيضًا حتى بعد دخولك في مسار معين. اليوم، سنجيب على هذا السؤال ونحل مشكلة الخوف معًا من خلال بعض الإشارات والأسئلة التي ستساعدنا على اختيار مجالك في البرمجة.

أولًا: افهم نفسك ونمط شخصيتك

قبل كل شيء، يجب أن تفهم نفسك وتحدد أي نمط من الناس أنت.

ثانيًا: انظر إلى متطلبات سوق العمل

هل هذه التفضيلات الشخصية هي كل شيء؟ بالطبع لا. الخطوة التالية هي أن ترى ما يطلبه سوق العمل. إذا كنت تخطط للعمل في بلد معين، ابحث عن التخصصات المطلوبة فيه. نحن نتعلم في النهاية لكي نعمل ونعيش حياة كريمة. من المهم جدًا أن نختار شيئًا مناسبًا لنا، ولكن من المهم أيضًا أن يكون له فرص عمل. فبدون عائد مادي، لن نستطيع الاستمرار.

ثالثًا: اختر بيئة العمل المناسبة

كان من المهم بالنسبة لي أن أختار شيئًا يناسبني كفتاة. عندما تختار، فكر في بيئة العمل التي تفضلها. اسأل نفسك: ما هو الأكثر راحة لي وما هو الأنسب لشخصيتي؟ هذه نقطة مهمة جدًا.

رابعًا: جرّب بنفسك لتكتشف شغفك

كيف سأعرف ما أحب وما لا أحب؟ كيف ستعرف أنك تحب المنطق إلا إذا جربت حل المسائل ووجدت نفسك مستمتعًا بذلك؟ وكيف ستعرفين أنك تحبين التصميم إلا بعد تجربة تنسيق العناصر معًا؟

لكي تعرف ما تحب، وتفهم طريقة تفكيرك، وتجد ما يناسبك، يجب أن تجرب. نحن نعيش في هذه الحياة لنكتشف أنفسنا، والإنسان يكتشف ذاته باستمرار عبر خوض التجارب.

نصيحتي: امنح نفسك فرصة لتجربة كل مسار لمدة شهرين. هذه الفترة مناسبة جدًا، ليست طويلة فتضيع الوقت، وليست قصيرة فلا تتعلم شيئًا. شخصيًا، جربت تطوير الواجهات الخلفية لمدة شهر ونصف، وتعلمت PHP وجزءًا من Laravel. كما تعلمت تطوير الواجهات الأمامية لمشروع في الكلية، لكنني لم أتحمس له كثيرًا. كذلك جربت التصميم الجرافيكي وتحرير الفيديو.

كل شيء جربته استفدت منه لاحقًا. على الأقل، استقرت في ذهني فكرة أنني جربت ولم أجد مجالًا معينًا مناسبًا لي، بدلًا من أن أظل أفكر “يا ليتني جربت”.

ملاحظة هامة: لا تحاول اختيار أكثر من مجال في نفس الوقت. ركز على مسار واحد خلال فترة التجربة.

لا تخف من فكرة أنك تضيع الوقت إذا دخلت مسارًا ثم تركته. أنت لا تضيع الوقت، بل تكتشف نفسك. كل شيء تتعلمه سيفيدك، فمجالات البرمجة كلها تخدم بعضها البعض.

تجربتي الشخصية

منذ أول يوم لي في الكلية، كان الناس يرونني كمطورة تطبيقات جوال، لأنني كنت أنجز كل المهام باستخدام الجوال. إذا طُلب مني تصميم، كنت أستخدم تطبيقًا على الجوال لإنجازه. لذلك، أؤمن بالإشارات، وبدأت أفكر: “لِمَ لا أجرب مسار تطوير تطبيقات الجوال؟”.

لكنني لم أدخل هذا المسار مباشرة. جربت تطوير الويب أولًا، وكنت أواكب متطلبات الكلية وأتعلم الأساسيات. بعد أن لم أجد نفسي في المجالات الأخرى، قررت أخيرًا دخول مجال تطوير تطبيقات الجوال. واجهتني تحديات، حيث لم يتمكن جهازي المحمول من تشغيل Android Studio بكفاءة، ثم تعطل بالكامل. لكن بعد أن اشتريت جهازًا جديدًا، أكملت طريقي وأنا أعمل الآن كمطورة Flutter. هذه كانت تحديات وليست إشارات سلبية.

أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدًا لكم. إذا ساعدكم على اختيار مساركم، فلا تترددوا في ترك تعليقاتكم ومشاركة المقال مع أصدقائكم الذين قد يجدونه مفيدًا.

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00