كيف غيرت ساعتان من البرمجة يوميًا حياتي: من موظف بنك إلى مهندس برمجيات

مرحبًا بكم. في هذا المقال، سأتحدث معكم عن كيف استطاعت ساعتان من البرمجة يوميًا أن تغير حياتي بشكل كبير جدًا، وكيف تمكنت بناءً على تلك الفترة من المذاكرة أن أحقق تحولاً في مساري المهني من موظف في بنك إلى مهندس برمجيات أعمل حاليًا في طوكيو، اليابان. لندخل في صلب الموضوع مباشرة.

لماذا البرمجة؟ ليس فقط من أجل المال

إذا كنت من الأشخاص الذين سمعوا مؤخرًا عن أهمية مجال البرمجة والفرص المتاحة فيه، وأنه مجال مجزٍ ماديًا أكثر من أي مجال آخر، فبنسبة كبيرة هذا الكلام صحيح. لكن، وهذه نقطة مهمة جدًا، إذا كنت ترغب في التحول إلى هذا المجال فقط من أجل المال أو لأنه أكثر جدوى من الناحية المادية، فمن الأفضل أن تبقى في مكانك، لأنك بنسبة كبيرة ستفشل في هذه المحاولة.

وهذا ببساطة لأن مجال البرمجة ديناميكي جدًا، والمقصود بـ “ديناميكي” هنا أنه متحرك أو متغير بسرعة كبيرة جدًا. وتيرة وسرعة التغيرات التي تحدث في مجال البرمجة أسرع من أي مجال آخر موجود على كوكب الأرض. وهذا الأمر، كما خلق فرصًا للكثير من الناس، شكل أيضًا تحديات وصعوبات كثيرة جدًا للراغبين في دخول هذا المجال، لأن التنافسية زادت بطبيعة الحال. ولأن المنافسة زادت، فالبقاء في هذا المجال يكون للشخص الذي يحبه من البداية أو الشخص المستعد لأن يبقى مطلعًا على التغيرات والتحديثات التي تحدث في المجال بشكل مستمر. بمعنى أصح، شخص لديه استعداد للاستمرار في المذاكرة حتى يتقاعد.

وهذه النقطة قد ذكرتها تقريبًا في العديد من المقالات السابقة، وهي جزئية مهمة جدًا قبل أن نتحدث عن فكرة التحول الوظيفي وكيف يمكن لساعتين فقط في اليوم أن تغير حياتك حرفيًا في هذا المجال.

الخطوة الأولى: أهمية التخطيط وتحديد الأهداف

لكي تتمكن من تحقيق التحول من مجالك الحالي، أيًا كان، إلى مجال البرمجة، تحتاج إلى وضع بعض الخطوات لنفسك. الخطوة الأولى هي أن تضع خطة للهدف الذي تريد الوصول إليه. قد يبدو هذا كلامًا مبتذلاً أو من نوعية كلام الكتب والصحف، لكنني بصدق لا أستطيع أن أوضح لك مدى أهمية التخطيط قبل اتخاذ خطوة كهذه. وفكرة التحديد هنا هي أن تحدد المجال الذي تريد العمل فيه داخل البرمجة، لأن البرمجة تضم مجالات كثيرة جدًا، بالإضافة إلى تحديد التوقيت الزمني المتوقع الذي ستضعه لنفسك كمعيار تسير على أساسه.

على سبيل المثال، لو وضعت لنفسك هدفًا وقلت: “أريد أن أقوم بتحول وظيفي إلى البرمجة” وتوقفت عند هذا الحد، فهذا هدف لن تتمكن من تحقيقه أبدًا. ببساطة، لأنك لم تحدد أصلًا ماذا تريد أن تعمل. هل ستعمل في:

وفي الوقت نفسه، لم تضع لنفسك توقعًا أو تصورًا للوقت الذي تحتاجه لتحقيق شيء كهذا. فبمنتهى البساطة، لن تكون عارفًا كيف تنظم يومك للوصول إلى هذا الهدف.

هذه خطوة مهمة جدًا؛ يجب أن يكون هدفك واضحًا ومحددًا بتوقيت زمني. على سبيل المثال، أن تقول: “أريد أن أصبح مطور تطبيقات iOS في غضون ستة أو تسعة أشهر من الآن.” هذا هدف واقعي إلى حد كبير ويمكنك الوصول إليه إذا نفذت الخطوات التي سأذكرها بعد قليل.

الخطوة الثانية: سر الساعتين يوميًا

الخطوة الثانية هي أن تبدأ فعليًا في المذاكرة لتحقيق هذا الهدف. لكن قبل أن أخبرك كيف تذاكر، يجب أولًا أن أتحدث عن سبب اختياري لساعتين بالتحديد في اليوم. لمن لا يعرف منكم هذه المعلومة، قبل انتقالي إلى مجال البرمجة، كنت أعمل موظفًا في بنك خاص في مصر. كانت وظيفتي إلى حد كبير ما يمكن أن تطلق عليها “وظيفة مستقرة”، أي عمل من التاسعة إلى الخامسة كما هو متعارف عليه، ولم أكن أفعل فيها أي شيء له علاقة بالبرمجة إطلاقًا، لا من قريب أو من بعيد.

عندما بدأت العمل في البنك، كانت لدي أساسيات جيدة جدًا في البرمجة كنت قد تعلمتها بنفسي، لكنني كنت قد عملت على أشياء بسيطة جدًا كمستقل وقمت ببعض المشاريع لأصدقائي وأقاربي. لم أكن قد عملت بشكل نظامي في هذا المجال. في تلك الفترة، لم تكن لدي صورة واضحة عن كيفية تحقيق التحول إلى مجال البرمجة، لأنني لم أكن قد حددت بعد ماذا سأعمل في البرمجة: هل تطوير الويب، أم تطبيقات الهواتف، أم تحليل البيانات، أم ماذا بالضبط.

ولأنني كنت واقعًا في فخ عدم تحديد هدفي أو التخطيط لأي شيء، كنت دائمًا في فترات من التذبذب بين المذاكرة قليلًا والتوقف قليلًا. كانت تأتي عليّ فترات كثيرة جدًا أجلس فيها لأذاكر لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر متتالية، بمعدل خمس أو ست ساعات يوميًا، ثم أنقطع لمدة ستة أشهر تمامًا عن كل ما له علاقة بالبرمجة ولا أقترب منه على الإطلاق. وأحيانًا كانت تعاودني الحماسة مرة أخرى، فأعود لأذاكر، لكنني كنت أعود للمذاكرة من البداية تمامًا لأنني كنت أذاكر بشكل خاطئ، فبالضرورة كنت أنسى كل شيء.

حتى جاء يوم قررت فيه أنني يجب أن أحدد ماذا أريد أن أعمل، واخترت مجال تطوير الويب، وتحديدًا الواجهة الخلفية (Back-end)، حيث كنت أرغب في العمل كمطور شامل (Full-Stack). واكتشفت بعد تجارب كثيرة ومراحل تردد عديدة أن أفضل شيء مناسب لي في ذلك الوقت هو أن أذاكر ساعتين في اليوم فقط لا غير.

قد تتساءل لماذا أقول ساعتين في اليوم ولا أقول 14 ساعة في الأسبوع، فإذا حسبتها (2 × 7) ستجدها 14. لماذا لا أقول 14 ساعة أسبوعيًا؟ السبب في ذلك هو أنني عندما جربت أن أذاكر فقط في عطلة نهاية الأسبوع لمدة خمس ساعات كل يوم (الجمعة والسبت)، كنت أستمر على هذا النحو لفترة ثم أقول لنفسي: “ليس من العدل ألا أستمتع بيومي أو بإجازتي”. فكانت تحدث لي مرحلة تسمى الاحتراق النفسي (Burnout)، حيث أسير بشكل جيد لفترة، ثم عندما يصبح المحتوى الدراسي أصعب قليلًا، أبدأ في الشعور بالإرهاق والضغط الشديد وعدم القدرة على التركيز والفهم كما كنت في البداية. وهذا ببساطة لأن فكرة المذاكرة لساعات طويلة في عطلات نهاية الأسبوع فكرة غير مستدامة ولا يمكن الاستمرار عليها لفترة طويلة.

لكن إذا خصصت ساعتين فقط للمذاكرة يوميًا، سواء في عطلة نهاية الأسبوع أو في أيام العمل أو حتى في المناسبات (فالمناسبات لم تكن تفرق معي كثيرًا في الحقيقة)، ستجد أن أكبر ميزة لهذه الفكرة هي أنك بعد فترة من الزمن تبدأ في تكوين عادة. يصبح الموضوع بالنسبة لك عادة مثل أي عادة أخرى تتبعها. نعم، في البداية سيكون الأمر صعبًا بعض الشيء، فأنت عائد من الجامعة أو العمل متعبًا وغير قادر على بذل مجهود إضافي للمذاكرة لمدة ساعتين. لكن إذا تمكنت من الاستمرار على هذا النحو لمدة أسبوعين أو ثلاثة فقط، سيبدأ الموضوع في التحول حرفيًا إلى روتين، شيء تفعله في وضع “الطيار الآلي”. تصبح هاتان الساعتان جزءًا من حياتك، مثلهما مثل الاستحمام أو أي نشاط آخر كنت تقوم به بعد عودتك من الجامعة أو العمل.

وربما كنت قد وصلت إلى مرحلة متطرفة بعض الشيء، حيث كنت حرفيًا أذاكر في العيد. عندما كنت أسافر إلى الساحل أو السخنة أو أي مكان آخر لقضاء الإجازة، كنت بنسبة 99% آخذ معي حاسوبي المحمول. بالطبع، أنا لا أقول إنه يجب عليك فعل شيء كهذا، فكل شخص وقدراته، لكن يفضل طبعًا أن تخصص هاتين الساعتين للمذاكرة، خصوصًا في الأيام التي تعمل فيها بالفعل، حيث يكون ذهنك حاضرًا، سواء كنت تذهب إلى العمل أو ما زلت تدرس في مدرسة أو جامعة.

الخطوة الثالثة: تهيئة بيئة المذاكرة المثالية

لكي تتمكن من تنفيذ هذه الخطوة، يجب في الأساس أن تهيئ نفسك للمذاكرة. ولأن البرمجة مجال يحتاج إلى صبر وتركيز، لا يمكنك مثلًا أن تقول: “سأذاكر هاتين الساعتين وأنا عائد في المواصلات” أو “سآخذ استراحة لمدة نصف ساعة أو ساعة لأذاكر فيها في العمل”. لا، يفضل دائمًا أن تكون هاتان الساعتان في توقيت يكون لديك فيه عادةً وقت فراغ غير مستغل.

إذا كنت تدرس في جامعة أو تعمل في وظيفة تقليدية لمدة ثماني ساعات يوميًا، فبنسبة كبيرة، حتى لو كانت مشاغلك كثيرة بعد العمل، سيكون لديك وقت للمذاكرة. وهذا بالضرورة سيجعلك تضطر للتضحية في بعض الأوقات بالأشياء التي تفعلها كروتين بعد عملك، مثل الخروج مع أصدقائك أو لعب كرة القدم أو ألعاب الفيديو. الموضوع يتطلب تضحية مبدئية لكي تتمكن من تحقيق هذا التحول. يجب أن تحدد شيئًا يمكنك الاستغناء عنه. إذا كان يومك مزدحمًا وتخرج كثيرًا، يجب أن تختار ساعتين في اليوم للتضحية بهما وتقول: “لا، لن أخرج اليوم، سأجلس لأذاكر في هاتين الساعتين، ويمكنني الخروج في عطلة نهاية الأسبوع”. ببساطة، التحول لن يحدث إلا هكذا. لديك 24 ساعة في اليوم، ولن تزيد ساعتين من أجلك، لذا يجب عليك أن تقتطع هاتين الساعتين من الـ 24 ساعة المتاحة لديك.

بعد أن تحدد التوقيت المناسب للمذاكرة، يجب أن تهيئ الجو المحيط بك. أولًا، لمذاكرة مجال مثل البرمجة، كما ذكرت سابقًا، تحتاج إلى تركيز وصبر. يجب أن تكون في مكان هادئ، لا يوجد به ضوضاء أو مقاطعات. يجب أن يكون المكان الذي ستذاكر فيه لمدة ساعتين خاليًا من أدنى قدر من المشتتات أو الإشعارات التي تظهر لك باستمرار.

على سبيل المثال، إذا كانت لديك غرفة فارغة أو ركن معين في منزلك هادئ نسبيًا، اجلس فيه. ضع سماعات على أذنيك لعزل الصوت المحيط بك واقضِ الساعتين هناك. من الأمور المهمة التي يجب عليك فعلها أيضًا هو إبعاد هاتفك المحمول وجهازك اللوحي وأي جهاز يصدر إشعارات وإخراجها من المكان الذي تجلس فيه تمامًا. لا تكتفِ بإغلاقها أو وضعها على وضع الطيران؛ يجب أن تبعدها عنك جسديًا. أعطها لشخص ليخفيها عنك. يجب بطريقة ما أن تتخلص من وجودها أمامك، لأنه طالما هي أمامك، سيظل عقلك يوسوس لك: “أمسك الهاتف، افتح الإنترنت بسرعة، انظر ماذا فعل فلان على انستغرام، ألقِ نظرة سريعة على الأخبار”. سيفعل عقلك ذلك دائمًا خلال هاتين الساعتين. شخصيًا، كنت آخذ هاتفي وأضعه في أبعد مكان في المنزل، حتى أتكاسل عن النهوض للتحقق من أي إشعار بعد أن أكون قد جلست وأعددت قهوتي وهيأت كل شيء.

بعد أن تزيل كل المشتتات المحتملة، تبدأ في المذاكرة. شخصيًا، كنت أتبع طريقة تسمى تقنية بومودورو (Pomodoro Technique). فكرتها باختصار شديد هي أن تذاكر لمدة 25 دقيقة متواصلة دون أي انقطاع، ثم تأخذ استراحة لمدة 5 دقائق بالضبط. يمكنك خلال الاستراحة أن تشرب شيئًا، أو تتحدث مع أحد، أو تلقي نظرة سريعة على هاتفك، لكن لمدة خمس دقائق فقط. ثم تعود للمذاكرة لمدة 25 دقيقة أخرى، تليها 5 دقائق راحة، وهكذا. بعض الأشخاص يمكنهم التركيز لفترات أطول من 25 دقيقة، فيمكنهم المذاكرة لمدة 50 دقيقة وأخذ استراحة 10 دقائق، أو 45 دقيقة واستراحة ربع ساعة. هي ليست قانونًا صارمًا، يمكنك تكييفها حسب قدرتك على التركيز لفترة طويلة دون تشتت.

الخطوة الرابعة: كيف وماذا تذاكر؟

هذه كانت الخطوة الثالثة، وهي تهيئة بيئة المذاكرة. الخطوة الرابعة والأخيرة هي الإجابة على سؤال: ماذا تذاكر ومن أين؟ ما هي الموارد التي يجب أن تذاكر منها؟

ابحث عن مواردك بنفسك

لو أنني في هذه الجزئية قلت لك: “خذ هذا المساق، وهذا الكتاب، وهذا وذاك”، فبنسبة كبيرة لن تستفيد مما أقوله. لقد تحدثت في مقالات عديدة سابقة عن بعض المصادر المهمة لدخول مجال البرمجة، لكن الفكرة الآن هي أنني أريدك أن تبدأ في تحديد الموارد المناسبة لمجالك بنفسك. لأنك ببساطة عندما تبحث بنفسك، ستجد على الأرجح شيئًا يناسبك أنت شخصيًا.

قد أرشح لك مساقًا معينًا، وتكون طريقة شرحه مناسبة جدًا لي وللكثيرين، لكنها بالضرورة قد لا تكون مناسبة لك. ففكرة أن تبحث بنفسك ستجعلك أولًا مطلعًا على المساقات المختلفة والخيارات المتاحة، وآراء الناس فيها، وماذا فعلوا بعد إكمالهم للمساق. هذه معلومات ستكون مفيدة جدًا لك وستساعدك بنسبة كبيرة في اختيار المساق الذي تراه مناسبًا من وجهة نظرك. وفي الوقت نفسه، ستشعر بأنك استثمرت وقتًا ومجهودًا للعثور على هذا المساق، لذا بمجرد أن تشترك فيه، ستركز عليه وتكمله على الأرجح، أكثر مما لو قال لك أحدهم: “خذ هذا المساق” دون أن تتعب في البحث ومعرفة مميزاته وعيوبه.

هناك أشخاص آخرون يفضلون المذاكرة من الكتب أو المقالات المتاحة على الإنترنت، ولا مشكلة في ذلك على الإطلاق. ليس من الضروري أن تأخذ مساقًا في شكل مقاطع فيديو؛ فلكل شخص طريقته الأنسب في المذاكرة. لكن النقطة الأساسية هنا هي أن تبحث عن هذه الموارد بنفسك وتختار الأنسب من وجهة نظرك.

قد يقول قائل: “لكنني لا أفهم شيئًا في هذا المجال، وأحتاج إلى نصيحة من أحد”. هنا أنت تخلط بين أمرين مهمين: أنا لا أتحدث عن عدم الأخذ بنصيحة الخبراء، بل أتحدث عن البحث عن نصيحة الخبراء. هناك فرق بين الأمرين. إذا بحثت بنفسك على الإنترنت وقرأت المراجعات وشاهدت آراء الناس حول مساق معين، فهؤلاء جميعًا لديهم خبرة معينة، سواء كانوا قد درسوا المساق أو راجعوه. هؤلاء هم أفضل من سيساعدك على اختيار المورد المناسب لك.

النصيحة الذهبية: أنهِ ما بدأته

بعد أن تختار المورد الذي ستذاكر منه، ولنفترض أنه مساق تعليمي، فإن النصيحة الذهبية التي أقدمها لك (والتي تحدثت عنها في مقال سابق بعنوان “دوامة المساقات التعليمية”) هي: إياك أن تنتقل من مساق إلى آخر قبل أن تنهي المساق الأول. أيًا كان ما اكتشفته بعد أن بدأت، سواء كان المساق صعبًا أو أن الشارح لا يوصل المعلومة بأفضل طريقة، لا تنتقل إلى مساق آخر حتى تنهي الأول بكل ما فيه، من بدايته إلى نهايته.

لماذا هذا الأمر مهم؟ أولًا، ستشعر بأنك أنجزت شيئًا، وهذا إحساس مهم جدًا في مرحلة التحول الوظيفي. ثانيًا، ستكون قد تعرفت على المشاكل الموجودة في هذا المساق، فعندما تبحث عن المساق التالي، ستتجنب هذه المشاكل. لذا، اتبع دائمًا قاعدة: “Finish what you started” (أنهِ ما بدأته). لا تقفز من شيء لآخر. لقد فعلت ذلك كثيرًا، وكان هذا أحد أسباب مراحل التذبذب التي مررت بها في رحلتي مع البرمجة.

الطريقة المثالية للمذاكرة

من النقاط المهمة جدًا في مذاكرة أي مساق، وبناءً على خبرتي في التدريس، هي أن الطريقة المثالية التي تذاكر بها ليست بالضرورة هي نفس الطريقة التي يذاكر بها شخص آخر. على سبيل المثال، إحدى الطرق الفعالة جدًا هي أن تشاهد المساق في المرة الأولى بسرعة متزايدة (1.5x أو 2x)، مع تشغيل الترجمة النصية إن وجدت. في هذه المرحلة، أنت فقط تستمع لما يقوله المحاضر، وتتعرف على المصطلحات الجديدة وتدونها. قم بتدوين الملاحظات دائمًا، سواء في ورقة أو في تطبيق للملاحظات. أنهِ قسمًا من المساق أو حتى المساق بأكمله بهذه الطريقة أولًا. هذه ما نسميها “الجولة الأولى”.

في “الجولة الثانية”، بعد أن تكون قد دونت ملاحظاتك وكتبت المصطلحات الجديدة، تبدأ في مشاهدة المحتوى بتركيز أكبر. تتابع التمارين التي شرحها المحاضر وتقوم بتطبيقها. إذا كان هناك تحدٍ في نهاية كل درس، تبدأ في حله بنفسك. بالطبع، الوقت الذي ستستغرقه في هذه الجولة سيكون أطول، لأنك ستبدأ في فتح محرر الأكواد الخاص بك والكتابة مع الشارح أو التدرب على التمارين. لكن النقطة الجوهرية هنا هي أنك ستكون قد رأيت هذه الأشياء من قبل، حتى لو بشكل سريع. فالعقل البشري لديه قدرة استثنائية على التمييز بين ما رآه سابقًا وما هو جديد تمامًا. لذا، لن يكون المحتوى جديدًا عليك بنسبة 100%، وسيكون تركيزك منصبًا على الأجزاء المهمة التي تحتوي على التمارين العملية، وليس على الشرح النظري.

خاتمة

هذه كانت ببساطة الخطوات التي اتبعتها لأحقق التحول من مجال البنوك إلى مجال البرمجة، من خلال الالتزام بساعتين من المذاكرة المركزة يوميًا. أتمنى أن تكون هذه التجربة مصدر إلهام لكم في رحلتكم نحو تحقيق أهدافكم المهنية.

شارك المقال

أحدث المقالات

CONNECTED
ONLINE: ...
SECURE
00:00:00