مرحباً بكم في هذا المقال الجديد. اليوم سنتحدث عن مفهوم مهم جداً في عالم البرمجة وتطوير البرامج: الدين التقني.
هل سبق لك أن سمعت أحدهم يقول: “سنصلحها لاحقاً”؟ ربما قلتها أنت بنفسك أثناء العمل على مشروع برمجي أو عند محاولة إنهاء ميزة بسرعة. لكن، هل تساءلت يوماً عن تكلفة هذه الاختصارات على المدى الطويل؟
ما هو الدين التقني؟
الدين التقني يشبه الدين المالي. عندما تتخذ قراراً سريعاً أو تتجاوز بعض التفاصيل لتوفير الوقت الآن، فأنت بذلك “تقترض” من جودة المنتج في المستقبل. قد تنجز المطلوب بسرعة اليوم، لكنك ستدفع الثمن لاحقاً في صورة صيانة أصعب، وأخطاء متكررة، وصعوبة في إضافة ميزات جديدة.
أنواع الديون التقنية
هناك أنواع مختلفة من الديون التقنية، منها:
- دين متعمد: مثل اتخاذ طريق مختصر مع معرفة العواقب مسبقاً.
- دين غير متعمد: يحدث بسبب متطلبات غير واضحة أو استخدام تقنيات جديدة.
- دين بيئي: ناتج عن تقدم الأدوات والبنية التحتية مع مرور الوقت.
- دين ناتج عن العمليات: ينشأ من العمليات غير الفعالة في فريق العمل.
عواقب تراكم الديون التقنية
مع تراكم الديون التقنية، يصبح كل إضافة أو تعديل على الكود أصعب وأبطأ. قد تجد نفسك في النهاية خائفاً من لمس أجزاء معينة من الكود، ويبدأ الفريق في فقدان الحماس.
كيف ندير الدين التقني بفعالية؟
الأمر لا يتطلب معجزة، بل بعض التنظيم والانتباه.
- سجل القرارات: قم بتسجيل كل قرار مختصر تتخذه.
- خصص وقتاً لإعادة الهيكلة: حدد وقتاً منتظماً لإعادة هيكلة الكود (Refactoring) وإصلاح المشاكل.
- استمع لفريقك: المهندسون يعرفون جيداً أين تكمن المشاكل الحقيقية في قاعدة الكود.
خلاصة
الدين التقني ليس شيئاً سيئاً بحد ذاته. أحياناً يكون ضرورياً لدفع المشروع للأمام بسرعة. لكن، إذا لم “تدفع” الدين في الوقت المناسب، قد تدفع ثمناً غالياً في المستقبل.
في المرة القادمة التي تقول فيها: “سنصلحها لاحقاً”، توقف لحظة وفكر: هل ستصلحها فعلاً، أم أنك تؤجل المشكلة فقط؟
شكراً لمتابعتكم، ونراكم في مقال جديد.