كلنا نصل إلى مرحلة في أي مهارة نتعلمها، نقف فيها أمام جدار كبير لا نعرف إلى أين نذهب أو ما هي الخطوة التالية. غالبًا، تصل إلى هذه المرحلة بعد أن تنهي دورة أساسيات لغة البرمجة التي كنت ترغب في تعلمها، على سبيل المثال. وبصفتي مبرمجًا بخبرة تمتد لثماني سنوات، سأوضح لك ما يجب عليك فعله بعد تعلم الأساسيات.
حقيقة ما بعد الأساسيات
عزيزي القارئ، قد يكون الأمر مفاجئًا، لكن الحقيقة هي أنك لن تفعل شيئًا جديدًا بالكامل. أي لغة برمجة هي عبارة عن أساسيات. الأساسيات هي أن تتعلم كل ما تشمله هذه اللغة وتعرف كيفية استخدامه، وغالبًا ما تكون هذه الأساسيات مشتركة بين جميع اللغات.
من أهم هذه الأساسيات:
- الدوال (Functions)
- الفئات (Classes)
- المتغيرات (Variables)
سر الاحترافية
إذًا، كيف يكون المبتدئ مبتدئًا والمحترف محترفًا؟ باختصار، احترافيتك تكمن في مدى إتقانك لاستخدام هذه الأساسيات. لأنه في النهاية، لا يوجد فرق بينك وبين شخص يبرمج منذ 10 سنوات إلا أنه يعرف كيف يستخدم هذه الأساسيات بشكل أكثر احترافية، وتحديدًا، هو أفضل منك بمقدار عشر سنوات من الخبرة.
من الجانب المشرق، هذا يعني أنك لن تحتاج إلى البحث عن أمور سرية يخفيها الآخرون عنك، ولكن يجب عليك تطوير استخدامك لهذه الأساسيات. تعلم كيف تعمل اللغة التي تدرسها، وكيفية استخدام واجهات برمجة التطبيقات (APIs) والحزم (Packages) الخارجية معها. عندها، ستكون قادرًا على تنفيذ أي فكرة تخطر ببالك.
التعلم رحلة مستمرة
هل هذا يعني أن مرحلة التعلم تنتهي بعد الأساسيات؟ الإجابة هي لا. البرمجة هي أحد أكثر التخصصات التي تتطلب أن تكون مطلعًا بشكل دائم ومستمر.
- فأنت لا تعرف متى يصدر تحديث جديد للحزمة التي تستخدمها في مشروعك.
- لا تعرف متى تظهر أداة أو إطار عمل (Framework) جديد يسهل عليك عملك.
- وبالتأكيد، لا تعرف متى تظهر ثغرة أمنية تسبب لك مشكلة.
وهذا يعيدنا إلى النقطة الأساسية: احترافيتك في استخدام الأساسيات هو الطريق الذي يجعلك قادرًا على تعلم هذه التقنيات الجديدة التي تظهر وتطبيقها بكل سهولة. وهذا الأمر ينطبق على كل شيء، من أضخم منصة سحابية مبنية على الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، حتى أصغر بوت لتطبيق ديسكورد.
الخلاصة
في النهاية، ما يسمى بـ “لعنة الأساسيات” هو مجرد وهم. فالخطوة التالية هي أن تبدأ بالتجربة، تخطئ، تعيد، وتكرر حتى تنجح.