ما هو الشيء المشترك بيني وبين صديقي مارك زوكربيرج وصديقنا الآخر بيل جيتس، بخلاف أنهم ينافسون على لقب أغنى رجل في العالم؟ الشيء المشترك بيننا هو أننا جميعًا حاصلون على شهادات من جامعة واحدة، وهي من أعرق وأقوى الجامعات على مستوى العالم، بعد جامعة القاهرة بالطبع.
لكن الفارق الكبير بيني وبينهم هو أنني حصلت على هذه الشهادة دون أن أدفع أي مبلغ، وأيضًا وأنا في منزلي. الأمر المثير للإعجاب هو أن الأدوات المستخدمة في هذا الموضوع بسيطة للغاية: جهاز حاسوب محمول واتصال بالإنترنت فقط.
هذه الشهادة تعد إضافة قوية جدًا للسيرة الذاتية لأي شخص يرغب في العمل في مجال البرمجة. وحتى لو كان مجالك ليس له علاقة بالبرمجة حاليًا، ففي المستقبل، سيدخل البرمجة والذكاء الاصطناعي في جميع المجالات تقريبًا، وهي بصدق من المهارات التي لن تندم أبدًا على تعلمها.
في هذا المقال، سأوضح كيف حصلت على الشهادة، والوقت الذي استغرقته، والمشكلات التي قد تواجهك، ولماذا لم أعمل بها بعد الحصول عليها.
ما هي هذه الشهادة وما أهميتها؟
تحصل على هذه الشهادة عند إتمامك لدورة تُعرف باسم “CS50: Introduction to Computer Science”، وهي مقدمة في علوم الحاسوب والبرمجة. هذه الدورة تقدمها جامعة هارفارد ويتم تحديثها سنويًا.
في الواقع، هذه هي الدورة التي أنصح بها أي شخص يرغب في البدء في مجال البرمجة والتفوق فيه، لأنها تأخذك من الصفر حرفيًا وتصل بك إلى مستوى متقدم جدًا. وستظل هذه أجمل وأفضل دورة حصلت عليها في حياتي حتى الآن. حماس المحاضر وأسلوبه في الشرح وشغفه بعمله هو أمر رائع حقًا. الدورة مصممة بأعلى مستوى وأفضل جودة ممكنة، لذا يمكنني أن أضمن لك أنك ستستمتع بها جدًا.
كم من الوقت استغرقت مني هذه الشهادة؟
استغرقت مني هذه الدورة شهرًا ونصف لإتمامها مع المشاريع المطلوبة والحصول على الشهادة. لكن، ليس من الضروري أن تنهيها في هذه المدة؛ يمكنك أن تخصص لها ساعة واحدة يوميًا على مهل، ومع الوقت ستجد أنك قد أنهيتها دون أن تشعر. أعدك بأنك ستستمتع بكل دقيقة في هذه الدورة، وستجعلك تحب البرمجة حتمًا، لأنها بالفعل شيء ممتع.
لماذا لم أعمل بهذه الشهادة؟
قد يتساءل البعض: لماذا أتعب في الحصول على الشهادة وفي النهاية لا أستفيد منها مهنيًا؟
سأخبرك بالسبب. كانت علوم الحاسوب والبرمجة دائمًا هواية لي منذ صغري، وهي الشيء الذي ألجأ إليه عندما أرغب في الترفيه عن نفسي أو عندما يكون لدي وقت فراغ. لكن عندما حاولت تحويل هذه الهواية إلى عمل، تحولت إلى عبء والتزام، وبصراحة لم يعجبني الأمر على الإطلاق. باختصار، لم أرغب في أن تتحول الهواية إلى عمل؛ فالهواية هي المهرب الذي ألجأ إليه عندما أمل من العمل.
ثانيًا، إن مجال عملي ودراستي الأساسي ليس البرمجة إطلاقًا، ومعظم وقتي مخصص للامتحانات والجامعة. لهذين السببين، لم يكن من الممكن أن تكون البرمجة هي عملي الأساسي.
هل التجربة تستحق العناء؟
فهل ندمت على الوقت الذي قضيته في هذه الدورة والشهادة؟ بالتأكيد لا.
البرمجة والذكاء الاصطناعي يدخلان الآن في كل المجالات، حتى في مجال الطب، وقريبًا جدًا ستجد أن للذكاء الاصطناعي في الطب دورًا كبيرًا جدًا. أنا أؤمن دائمًا بمبدأ أن العلم لا يضيع سدى. بالإضافة إلى ذلك، عندما التحقت بهذه الدورة، كنت في فترة إجازة، لذا كان لدي وقت فراغ. فلماذا لا أتعلم شيئًا له مستقبل وفي نفس الوقت أستمتع به وأحبه؟
أعتقد أنني بهذا قد أجبت على معظم الأسئلة التي قد تدور في ذهنك حول هذا الموضوع. إذا كان لدى أي شخص أي استفسار آخر، يمكنه كتابته في التعليقات، وسأحاول تقديم المساعدة.